في تصريحات صادمة تكشف عن الوجه الحقيقي للصراع الديني الذي تخوضه إسرائيل، دعا الحاخام والكاتب الصهيوني دانيال سجرون إلى تصعيد الجهود الدولية لحشد الدعم من أجل هدم المسجد الأقصى وإقامة ما يسمى بـ"الهيكل الثالث" على أنقاضه. هذه الدعوة جاءت كجزء من حملة ممنهجة تسعى إلى استغلال الحرب لتحقيق طموحات صهيونية تاريخية تتجاوز حدود السياسة إلى صراع ديني عميق.
دعوة علنية لإقامة الهيكل
وصف الحاخام سجرون التردد في الشروع ببناء الهيكل الثالث بأنه "عار على اليهود"، منتقدًا الحجج التي يستخدمها بعض المتدينين لمنع تنفيذ هذا المخطط. وقال سجرون: "علينا أن نخجل من أنفسنا عندما نسمع وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيغسيث يعلن أن هدفه هو إقامة الهيكل. هذا الأمر ليس معجزة أو مستحيلاً، بل استمرار طبيعي لوجود إسرائيل".
وأضاف:
> "دورنا الآن هو خلق خطاب عالمي يوضح أن اليهود يريدون الهيكل، وإذا لم نحشد الدعم الدولي، فقد يسبقنا آخرون ويبنون الهيكل قبلنا."
هيكل سليمان في المعتقد اليهودي
يمثل هيكل سليمان عند اليهود رمزًا دينيًا مقدسًا يزعمون أنه كان مركز العبادة في القدس القديمة. وفقًا للتقاليد اليهودية، تم تدمير الهيكل الأول على يد البابليين في عام 586 قبل الميلاد، بينما دمر الهيكل الثاني على يد الرومان في عام 70 ميلادية. ومنذ ذلك الحين، يطمح اليهود المتدينون إلى بناء "الهيكل الثالث" كجزء من تحقيق النبوءات التوراتية واستكمال السيطرة الدينية والسياسية على القدس.
محاولات هدم الأقصى وحرقه
على مدار العقود الماضية، تعرض المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، للعديد من المحاولات الصهيونية للاعتداء عليه، من أبرزها:
1. محاولة الحرق عام 1969: عندما أقدم المتطرف الأسترالي مايكل دينس روهان على إشعال النيران في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، ما أدى إلى أضرار جسيمة في البناء والمقتنيات التاريخية.
2. الاقتحامات المتكررة: يتزايد عدد المتطرفين اليهود الذين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، في خطوة واضحة لفرض واقع جديد في الحرم القدسي.
3. الدعوات العلنية لبناء الهيكل: تصريحات قادة اليمين الإسرائيلي، مثل إيتمار بن غفير، التي تدعو إلى إقامة كنيس يهودي في باحات الأقصى، تمثل جزءًا من استراتيجية تهويد الحرم الشريف.
الحرب الدينية وهدفها الحقيقي
يرى سجرون أن الحرب الحالية ليست مجرد صراع سياسي، بل هي حرب دينية واضحة. وقال:
> "كل بيت في غزة يحتوي على صورة للأقصى، وهم يعرفون جيدًا ما يناضلون من أجله. أما نحن، فقد أظهرت لنا الحرب أن علينا تحديد هدف ديني واضح، وهو بناء الهيكل".
تصريحات سجرون تأتي في سياق سياسة تصعيدية يتبناها قادة الاحتلال، أبرزهم إيتمار بن غفير، الذي دعا في وقت سابق إلى إقامة كنيس في المسجد الأقصى، مما يعكس خطة متكاملة لطمس الهوية الإسلامية للمكان وفرض الطابع اليهودي عليه.
العدوان على الأقصى يهدد السلام العالمي
إن استمرار هذه الدعوات والتحركات العدائية ضد المسجد الأقصى يمثل تصعيدًا خطيرًا للصراع، ويفتح الباب أمام موجة جديدة من المواجهات التي قد تتجاوز حدود المنطقة لتشعل غضبًا عالميًا. المسجد الأقصى ليس مجرد مكان مقدس للمسلمين، بل هو رمز لوحدة مليار ونصف مسلم في العالم، وأي اعتداء عليه قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها.
رسالة أخيرة
إن تصريحات الحاخام سجرون وأمثاله ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي إنذار بأن الاحتلال الإسرائيلي يمضي قدمًا نحو تحقيق مخططاته العدوانية. ومع تصاعد هذه الدعوات، فإن حماية المسجد الأقصى أصبحت مسؤولية جماعية على عاتق الأمة الإسلامية بأسرها. فهل سنقف مكتوفي الأيدي بينما يسعى الاحتلال إلى محو هويتنا المقدسة؟